لماذا نكتب ؟




منذ قررت أن أعود للنشر على مدونتي هذه، وأنا أواجه القلق والخوف. 

مشاعرٌ ظننتُ أن الوقت والممارسة قد محتْها، لكن تبين لي أن العكس تمامًا.

منذ أشهر وأنا أكتب لنفسي ولمن أحب. كانت نصوصًا مكدّسة بالفقد والحنين، نصوصًا يكتبها الكاتب لنفسه ولمن يُحب، لا للقرّاء.

طيلة هذه الفترة، لم أشعر بأن الكتابة تخيفني، لم أشعر بها تفرّ هاربةً مني، مغلقةً الباب في وجهي بإحكام. كانت الكلمات تنساب من قلبي مباشرةً، لتأخذ كل كلمة مكانها على الصفحة، وهذا ما جعلني أظن أن سنين العناء مع محاولة الكتابة قد ولّت.




لكني ها أنا ذا، أعود إلى النقطة ذاتها.

يا تُرى، ما السبب؟

هذا ما كنت أفكر فيه قبل قليل، بينما أُعدّ العَشاء شاردةً.

أدركت أن السبب هو أنني سابقًا كنت أكتب لنفسي، أما الآن فأنا أحاول الكتابة للقرّاء.

أحاول أن أكتب لكم.

ينبع قلقي هذا من بئر الخوف من الحُكم، أو الخوف من الرفض.

الخوف من أن أكتب أقل مما هو متوقَّع مني، أو أقل مما يليق بهذه الصفحة.




كمٌ هائل من التوقعات ألقيها على كاهلي، وأخرى أظن أن الآخرين يلقونها عليّ، هي ما أثقلت قلمي، وجعلت قلبي يغوص في أعماقي قَلِقًا.




وهذا يقودنا إلى السؤال التالي:

لماذا أكتب؟

فعلًا، ما الغاية منها إذا لم تكن فيها راحتي وشفائي؟




أظن أن على كل عمل نمارسه في هذه الحياة أن يقودنا نحو أنفسنا الحقيقية، بشكلٍ أو بآخر.

أظن أن قدراتنا ومهاراتنا يجب أن تكون أدوات ننزع بها الزيف والوهم عن ذواتنا، لنصل إلى السلام، إلى الشفاء، وإلى العُلو الداخلي قبل الخارجي.




جوابي هذا يتمثل في شهور وسنوات قضيتها أكتب لي.

لي أنا، مأوى التي أُحب.

أكتب لها، وعنها، لأراها كما أرى ضوء الشمس كل صباح.

لأنزع كل طبقة غطّت وهج قلبها.

ولأتصالح معها، ومع كل الأيام التي مررنا بها معًا

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة