كتابة اليوميات توثيق أم تفريغ ؟





قررت ذات يوم ان أبدأ بتدوين يومياتي ، وجاء قراري هذا كرغبة في ممارسة الكتابة يومياً دون إنقطاع ، ودون أن أُشعر نفسي بالضغط ، مرت الأيام وانا أدون يومياتي ، أكتب يوم ولا أكتب ثلاث ، هكذا ،  لكن بعد مضي أشهر اصبح أثر هذا التدوين أعمق من أن يكون مجرد رغبة في ممارسة الكتابة . في إحدى الليالي قررت أن أقرأ ما دونته من يوميات ، في تلك الحظة حين استعادت ذاكرتي كل ما مر في تلك الأشهر من احداث ومشاعر شعرت بقيمة تدوين اليومياتي ، كان توثيق رحلتي الحياتية على الورق شيء لم أُفكر به قبل ذلك ، لم أفكر قد أن أُعري نفسي أمام نفسي قط ، التعري من الزيف ، من الإنكار ، والتردد ، تدوين اليوميات منحني مساحة أمنة أكون فيها كما أنا بكل ما احمله من خطأ وصواب ، خوف وضعف ، دون أن أخشى الحكم أو الأذى . اصبحت الان كتابة اليوميات حاجة مُلحة بالنسبة لي ، خصوصاً في تلك الأيام التي أشعر فيها بأنني أحمل الكون كله فوق قبلي . لم يعد يهمني أن أكتب بالفصحى أو بالعامية ، أن تكون الأسطور مرتبة أم فوضوية ، كل ما يهمني هو أن أكتب ، أن أضع هذا الكون الجاثم على قلبي فوق الورق وأقفل عليه . 


















تعليقات

المشاركات الشائعة