أن يُبتر جُزءٌ منك
يصعب على الإنسان أن يعيش وحيدا ، لذا يكون في سعي دائما للإنتماء لجماعة ما ، مكان ما ، أو شخص ما .
لكن ماذا بعد هذا الإنتماء ، ماذا بعد النبذ ، الإنتهاء والبعد ؟ .
من كان معك لقد كان جزءاً منك
لايمكن للإنسان أن يتعايش مع تجاربه دون وعي وتفكير ، فلأجل أن يتخطى يجب عليه أن يحصي مكاسبه وخسائره على حد سواء
، ليعلم ما كان له وما كان عليه. في العلاقات الإنسانية ، حينما تنشأ علاقة يذوب كل طرف في الاخر دون وعي أو إدراك من كِل الطرفين ، تمتزج الأفكار ، الاراء ، وحتى الشخصيات ، فإذا تأملت في أقرب ثلاث أشخاص لك ستحلظ أنك أكتسبت بعضاً من صفاتهم ، وأنك تستخدم بعضاً من مصطلحاتهم . وعلى الصعيد الشعوري ساقول بأنهم أصبحوا جزءاً منك ، قد تفصل بينكم مدن ، ورُبما دول ، لكنهم جزءٌ منك ، وملاصقون لروحك أينما ذهبت . لِذا حينما تنتهي العلاقة يكون الألم كأن جزءاً منك قد بُتر ، لن تراها ، فهو ليس بتراً مادياً لكنك ستشعر به ينزف إلا أن يبرأ . ينكر الكثير ألم إنتهاء العلاقة ، لكونه غير مرئي ، وإذا كان المرء لا يمتلك وعي ذاتي سيصعب عليه وصفه والتعامل معه ، ويزيد الوضع سوءاً إذا كان محاطاً باشخاص لا يتسمون بالوعي الكافي لفهم ما يمر به ، فالخيار الأسهل هُنا يكون الإنكار وإلهاء النفس عنه . ولكن القرار الأكثر فعالية وواقعية هو الإدراك بأن الألم حقيقي وواقعي ، وأن جُرحك ، حتى وإن لم تره ، ينزف ، وأن العلاقة حينما أنتهت بترت جزءاً منك
فن التشافي
إدراك واقعية الألم وتقبل وجوده يختصر الكثير من المعاناة ، فالرفض أكبر عدو لتجاوز ، فمالم يكن هنالك تقبل يصبح التجاوز والتشافي رغبة بعيدة المنال ، وعملية التشافي تعتمد بشكل كامل على الوعي الذاتي للمرء ، فقدرة المرء على تقييم نفسه ، وعلاقاته بمنظور واعي ومتأمل ، يسهل عليه فهم أسباب ما عاشه ، ويسهل عليه أيضاً فهم أسباب ما وصل إليه ، وسيمكنه هذا من عيش ألمه بيقظه ، دون الإنغماس فيه ، وفي ذات الوقت لن ينكره ويهرب منه .
كن رحيماً بنفسك
في رحلة التجاوز والتشافي كن رحيماً بنفسك ماستطعت ، فالطريق لن يكون واضحاً على الدوام ، ومشاعرك لن تكوم هادئة ومستقرة على الدوام ايضاً ، أمنح المساحة والأمان لنفسك ، لأن تنهار ، تبكي ، وتغضب ، وامنح الحُب والرحمة لنفسك لتتجاوز تلك النكسة ، ومن ثم أكمل طريقك



تعليقات
إرسال تعليق