أن يقطع حبلك السري وأنت في العشرين




وأنت تعيش في سلام ، تسبح في فضائك الخاص ، تنام متى أردت  وتشبع قبل أن تجوع حتى ، يأتي يوم يجبرك فيه كل ما حولك على أن تمضي قدما ، يدفعك فضائك لأن تمضي أبعد منه . وفجأة تخرج الى عالم لا تعرفه ، ويصدر منك صوت لم تكن تعرف أنك تملكه ، ويسلب منك الشيء الوحيد الذي تعرفه وتألفه ، "الحبل السري"    


لحظة الولادة والخروج الى هذه الحياة ، لا تختلف كثيرا عن لحظات مثل الذهاب الى المدرسة ، الجامعة ، والسفر وحيدا ، ففي كل مرحلة من هذه المراحل يولد الانسان ، ويقطع حبل من حبال تعلقه وتمسكه ، وهذا يبرهن على أن الحياة عبارة عن ولادات متعددة ، ولادة تتبع أخرى ، بداية تتبعها بداية ، وهذه الولادات المتكررة  هي ما تصنع المرء فاذا لم تدفع نفسك نحوها ، ستدفعك الحياة رغما عنك ، لأن أمهاتنا تلدنا مرة ، ومن ثمة تلدنا الحياة مرات عدة 


قبل أشهر شعرت بأنني أنفصل عن عائلتي بشكل ما ، نعم أعيش معهم بنفس المنزل ، نأكل على المائدة ذاتها ، لكني شعرت بأن حبلي السري قطع لتوه ، وأنني مقبلة على عالم مبهم . بعد التأمل في حالي وما أعيشه أدركت أنني أولد من جديد ، وهذه المرة أولد من رحم قراراتي وتجاربي . على قدر امتناني لم وصلت اليه من نضج ، الا أن الخوف ملأ قلبي ، فالمجهول دائما ما يكون مخيفا ، ربما لهذا نبكي ونصرخ حال خروجنا لهذا العالم ، لكن في ولادات الحياة لا مكان لصراخ والبكاء ، نخاف.. نعم ، وكثيرا ايضا ، لكننا علينا المضي قدما رغم ذلك 

تعليقات

  1. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف
    الردود
    1. كاتبتي المُفضله تُبهريني بأحرُفك دائماً❤️‍🩹.

      حذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة